Skip to main content

Spy×Family... عالم لا يبكي فيه الأطفال


 استمراراً للقسم الأول من مسلسل الأنمي الشهير، Spy×Family، المؤلف من 12 حلقة، صدر أخيراً القسم الثاني من العمل. ركز القسم الأول على بناءٍ أُفقي للقصة، بينما في قسمه الثاني المكون من 13 حلقة، استقر على تنمية العلاقات بين الشخصيات ورفع العمل عمودياً.

الأسرة تكونت على عجلٍ من أبٍ جاسوس (لويد فورجر)، لقَبهُ الشفق، وأم وديعة ولطيفة تدعى (يور) تعمل قاتلة متسلسلة ليلاً، مُلقبة بأميرة الأشواك، وآنيا ابنتهما المتبناة ذات الخمسة أعوام، تملك قدرة تسمح لها بالتنصت على عقول وأفكار الآخرين، حصلت عليها من مشروع حكومي للتجارب العلمية غير القانونية.

تستمر المهمة المعنونة بـ "ستريكس" ببطء، لتنحو ثيمة المسلسل باتجاه "شريحة الحياة" (Slice of Life). تبقى ثيمة الجاسوسية حاضرة لكنها تصبح ثانوية. تنصهر الشخصيات بشكل مناسب مع سياق القصة، والقلق طاغ على الحبكة، ومنطق الشخصيات المتماسك يغدو مكرراً باهتاً، ما يضع المُشاهد أمام خيبة أمل.

ما ذكر سابقاً، معترفٌ بهِ منذ البداية، نحنُ أمام عمل خفيف بالمعنى الدرامي، كوميدي بشكل واضح، يبث شعور الفرح عبر مشاهد الخريف الجميلة، تُشاهده بعد يوم عملٍ طويل. في هذا القسم، امتلكت الشخصيات طبقة أخرى من السرد، بالتركيز على تناقض محتوى المونولوجات التي تدور داخلها. لدينا هدف المهمة ستريكس المتمثل في إنقاذ العالم، تتخلله ببطء المهام الروتينية اليومية للشخصيات ذات القدرات المكتملة.

تُستخدم بعض حلقات الحشو لتنمية الشخصيات وغمس المشاهد في عالم الكاتب Tatsuya Endo. حلقات الحشو تقطع سلسلة التفكير التقليدية في الأنمي، وتدفق القصة السلس. يتحطم قالب القصة الرئيسي، لتصبح المونولوجات ضعيفة ومتوقعة. عالم المسلسل بعمارته الأوروبية تطور بشكل يتناسب مع دخول شخصيات جديدة.

جميع الشخصيات مبنية على تناقض رئيسي، الخال (يوري) شقيق يور، يعمل في الشرطة السرية التي تلاحق الجواسيس، أي الشفق، نتعامل معه في السرد كمدرس خصوصي لآنيا (فيونا فروست) المرأة الطموحة، الملقبة بالمساء، زميلة لويد في المنظمة تحاول الدخول إلى حياته لأخذ دور الزوجة من يور. نرى في النهاية يور ولويد في جلسة رومانسية لتوضيح سوء التفاهم الذي سببته فيونا، مع استمرار خط الكوميديا المتمثل بقراءة آنيا للأفكار.

متابعة للهدف الأساسي للمهمة ستريكس، يجب على آنيا أن تحصل على ثماني نجمات (ستيلا) في مدرستها العريقة آيدن كي تحصل على لقب عالمة أكاديمية، ليتسنى لها لقاء دونوفان دزموند، أحد قادة حزب الوحدة الوطنية في مجلس أولياء الأمور، ليفُشل خطته المدمرة للعالم وللهدنة بين الشرق (أوستانيا) والغرب (وستاليس).

يتبنى لويد كلباً تسميه آنيا بوند، استحضاراً لشخصية جيمس بوند الجاسوسية. الكلب لديه قدرة على استشراف المستقبل، وهو هدية لآنيا بعد أن حصلت على نجمة. تفاصيل الحياة اليومية حاضرة بوضوح أكبر في هذا القسم، ولويد تضاف عليه مسؤوليات أبوية أكثر، فتتساوى المهمات اليومية لرب أسرة لديه فتاة كسولة مع مهمة إنقاذ العالم، لويد بانتظار يوم يكون فيه العالم بغنى عن الجواسيس، عالم مثَالي لا يبكي فيه الأطفال.

لم تنخفض جودة الرسم والتحريك، ما حافظ على سلاسة وديناميكية العرض. تعتبر هذه الجودة الجاذب الأول بعد لطافة آنيا، الاستديوهان القائمان على العمل Clover Works وWit حققا أرباحاً مهولة من بث المسلسل، وShueisha المجلة التي نشرت المانغا منذ عام 2019 لها نصيبٌ لا يستهان به من بيع فصول المانغا كمجلدات منفصلة.

يراعي العمل جميع الأذواق، من موسيقى متماشية مع العرض، وخط واضح يفصل بين الحقيقة والخيال، الأداء الصوتي للشخصيات في أفضل مستوياته، يفرد مساحة مريحة للمشاهد للتفكير خارج حدود الواقع، يشعرنا بفردانيتنا فنتماهى مع البطل الموجود تحت لباس لويد العادي اليومي والمكرر والممل، وهذه الفردانية جزء من السلعة في أيامنا هذه.


التناقضات الجذابة في العمل حاضرة في كل مفاصله، وفي كل المهمات المترتبة على الأبطال. تناقض جذري يتجلى أمامنا طوال العرض. أكبر قضايا الكوكب توازي صعوبة التفاصيل اليومية للأسرة. السوق السوداء للحيوانات التي تُستَغل في الحروب تَحْضُر في لحظة تبني لويد للكلب. مشاكل الأطفال في المدرسة قائمة على صراعات الأحزاب وشركات الأدوية العملاقة، وأخيراً المدرسة كواجهة للحرب الباردة.

صدر الأنمي في موسم فقير بالمسلسلات المشهورة، حاول الابتعاد قدر المستطاع عن موعد صدور موسم مسلسل "هجوم على العمالقة" الأخير، و"قاتل الشياطين" الجديد. للمفارقة، ورغم نجاح Spy×Family، فإنه يتبع استراتيجية جس نبض الجمهور، عن طريق إصدار أقسام قليلة الحلقات للعمل، تُتابع بعدها جهة الإنتاج الأرباح التي سيحققها العمل. وفي لحظة الانخفاض الأولى يلغى العمل. لم يتخوف المنتجون حتى هذه اللحظة من مؤشرات النجاح. العمل في أيدي مخرج فذ (كوزيرو فوروهاشي)، كان قد أخرج الأجزاء الأولى من مسلسل "هجوم على العمالقة" ومخرج نسخة مسلسل Hunter×Hunter الصادرة عام 1999، لكن وكخلاصة، فكرة العمل لا تصلح لمسلسل طويل، يعيش مع جيل متابعي أنمي نهمين، وسينسى مع الزمن.

(*)

Comment Policy: Silahkan tuliskan komentar Anda yang sesuai dengan topik postingan halaman ini. Komentar yang berisi tautan tidak akan ditampilkan sebelum disetujui.
فتح التعليقات
Tutup Komentar