Skip to main content

قصة جميل وبثينة تبعث من جديد في مسرحية استعراضية


الرياض – “روميو وجولييت”، قصة حب شهيرة لدى الغرب جسدتها الكثير من الأعمال المسرحية الغربية وحتى العربية، وفي العالم العربي يزخر التاريخ بالعديد من قصص الحب العذري لكنها لم تقدّم من قبل على خشبات المسارح، وربما حتى إن قدمت لم تحظ بالاهتمام اللازم.

من هذه القصص قصة “جميلة وبثينة” التي تعدّ من القصص الشهيرة المتداولة وصارت تعتبر من تراث مدينة العلا السعودية، التي اكتسبت خلال الأعوام الماضية شهرة واسعة.

وتقدم قصة الحبيبين في مسرحية استعراضية غنائية لفرقة كركلا لفنون المسرح، وتستمر عروضها في الموسم الثاني لمدة خمسة أيام بدايةً من الجمعة، وذلك على مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض.

ويلعب الممثل السوري سامر إسماعيل دور الشاعر العربي جميل بن معمر الذي عاش قصة حب عذري خلدها التاريخ جرت أحداثها بين واحات العلا في منطقة وادي القرى الأثرية، في حين تؤدي دور بثينة الممثلة الجزائرية أمل بوشوشة.

ويشارك في إنجاز هذا العمل الفني المسرحي الكبير أكثر من 300 مبدع من المعدين والكتَّاب والشعراء وغيرهم، يمثل السعوديون نسبة 40 في المئة منهم، من بينهم ستة ممثلين وممثلتان، مع 10 ممثلين ثانويين في بعض المشاهد، إلى جانب أعضاء مسرح كركلا العالمي الذي يضم أهم نجوم المسرح والغناء.

وتتناول المسرحية بمزيج من التمثيل والغناء والرقص قصة الحب التي وُلِدت بين جميل وبثينة ابنة عمه في القرية وتتبع كيف انتشرت هذه القصة بين الناس في مختلف العصور.

كان جميل من بني عذرة، وهم قوم معروفون بأنهم “إذا عشقوا ماتوا”، وعاش في بدايات القرن الثامن الميلادي، وتحديداً في ظل العصر الأموي.

وتتطرق المسرحية الغنائية إلى تفاصيل كثيرة من حكايته في الحب حتى الموت، منها قيام أهل بثينة بتزويجها من رجل يدعى نبيه بن الأسود في محاولة منهم لإخماد نار حبها لجميل والخلاص منه ومن العار الذي يمكن أن يلحقه بهم عند ملاحقته لمحبوبته بثينة، ونظمه الأشعار الغزلية في ابنتهم، لكن ردة فعل المحب كانت عكسية تمردية فهو وإن حزن وتألم لزواجها إلا أن ذلك لم يدفعه إلى الجنون الذي كان قد أصاب غيره من الشعراء العشاق، ولكنه في نفس الوقت لم يحل دون لقائه بها وتشببه وغزله بها، فظل يلاحقها كما كان يتربص الفرص لغياب زوجها، فكان يلقاها ويزورها في بيتها حينًا، ويلتقيها في أماكن اعتادا على التلاقي بها أحيانًا أخرى.


من جانبها لم تكن بثينة تصده فقد كانت تراسله وتواعده، وذلك كان قد دفع زوجها نبيه بن الأسود إلى أن يشكوه للخليفة وحبسه، كما دفع ذلك أهلها إلى التربص بجميل في كثير من الأحيان لقتله، إلا أن جميل بن معمر كان يواجه أهلها. في نهاية المطاف، قرر جميل الرحيل إلى مصر أين توفي ودفن هناك بعد فترة بسيطة من وصوله.

ويُشار إلى أن مسرح كركلا أو فرقة كركلا يُعرف على أنه أول مسرح عربي راقص، مؤسسه المايسترو اللبناني عبدالحليم كركلا، وقدم أعماله على أهم مسارح العالم مثل مسرح “الكارنغي هول” في نيويورك و”الكندي سنتر” في واشنطن، وفي لوس أنجلس “باسادينا سيفيك سنتر”، وفي ديترويت على مسرح “فورد إديتوريوم”، و”سادلرزويلز” في لندن، ومسرح “الشانزليزيه” ومسرح “الأولمبياد” في باريس وغيرها، كما كانت للفرقة جولات وصولات في كل العالم العربي.

وأعطى عبدالحليم كركلا بمشروعه المسرحي أهمية للبعد العربي، ونجح في تعريف الغرب على الثقافة الشرقية، كما حمل على عاتقه نشر التراث العربي وتحرير الجسد العربي من العروض التقليدية على خشبة المسرح.

ويشارك مسرح كركلا في تقديم العروض الاستعراضية الكبرى ويشرف القائمون على المجموعة المسرحية على أدق تفاصيل العروض بدءا من الأزياء وصولا إلى السينوغرافيا والنصّ.


(*)
Comment Policy: Silahkan tuliskan komentar Anda yang sesuai dengan topik postingan halaman ini. Komentar yang berisi tautan tidak akan ditampilkan sebelum disetujui.
فتح التعليقات
Tutup Komentar